بعثت مبادرة “مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام “رسالة إلى مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتحالف الدولي والعدل الدولي للقيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه ما يحصل في سوريا وتنفيذ بنود اتفاقية روما من أجل إقامة محاكم لمرتزقة داعش المعتقلة وكانت الرسالة كالتالي :
لقد أصبح الارهاب أحد أهم الظواهر التي باتت تشغل العالم وتقض مضجعه، بعدما نجح ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام
( داعش )في استقطاب وتجنيد الآلاف من الشباب والنساء من كل أنحاء العالم، والذين جمعتهم فكرة متشددة واحدة حولتهم إلى قنابل بشرية قابلة للانفجار في أي مكان وفي كل زمان.
وبعد أن تمت هزيمة التنظيم الارهابي داعش عسكرياً في سوريا، بدحره من آخر معاقله قرية الباغوز شرق مدينة دير الزور من قبل قوات سوريا الديمقراطية، إذ كان لوحدات حماية المرأة YPJدور بارز ومهم في القضاء على التنظيم وأعطى صورة ناصعة لمقاومة المرأة وتضحيتها لحماية
الانسانية من خطر الارهاب؛ أصبحت قضية الاسرى الداعشيين الأكثر جدلا في السنوات المنصرمة،حيث ألقي على عاتق قوات سوريا الديمقراطية والادارة الذاتية في شمال شرق سوريا حماية سجون
تعج بآلاف الارهابيين المدربين.
وما حصل في ٢٠ يناير/كانون الثاني المنصرم في سجن غويران بمدينة الحسكة، ماهو إلا نتيجة طبيعية بل وحتمية لتقاعس المجتمع الدولي والتحالف عن القيام بواجبهم اتجاه هؤلاء الارهابيين الذين فاق عددهم ١٢ ألف عنصرا موزعا على سجون ومعتقلات عدة في شمال شرق سوريا منذ ٣ سنوات عقب سقوطهم في مارس/آذار ٢٠١٩ واستقرار عائلاتهم التي يفوق تعدادها الـ٧٠ ألفا من النساء والأطفال في مخيمات أكبرها مخيم الهول.
لم تلق النداءات التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية والادارة الذاتية ومؤسسات المجتمع المدني أي استجابة في المحافل الدولية، إذ طالبت بمحاكمة هذا العدد الكبير من عناصر التنظيم، لاسيما بوجود ٢٠٠٠ مقاتل أجنبي مع عائلاتهم وأطفالهم في المنطقة، والذين تجاوزت أعدادهم الـ٥ آلاف،دون أن يكون هناك أي جدية في التعامل مع ملفاتهم من قبل المنظمات الدولية أو أي دعم حقيقي للمساعدة في إنهاء هذا الملف.
إننا اليوم، وباسم “مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الأمن والسلام” نتوجه إليكم/ن كوننا كنساء مطالبات بمهمة تاريخية اتجاه مجتمعاتنا لإنقاذها من براثن التطرف والارهاب.
فالمرأة مؤثرة في التطرف ومتأثرة به، وإذا ماتم تدجينها بالافكار المتطرفة فستنقلها مباشرة إلى أطفالها، وعلى العكس: عندما تكون المرأة محصنة ضد كل فكر متطرف، فستكون صمام الأمان لأبنائها ولمستقبل مجتمعها. وال يخفى على أحد معاناة المرأة في ظل التنظيم الارهابي داعش الذي استعان بمجموعة من الفتاوى الدينية التي تبيح له السيطرة على النساء واستغلالها بأبشع الطرق واسوأها على مدى التاريخ.
إننا نتوجه إليكم/ن كجمعيات وشخصيات نسائية من أجل مساعدة النساء في سوريا في مواجهة تنظيم داعش الذي راد له أن يعود مرة أخرى ليستبيح من جديد كرامة الإنسان والمرأة بشكل خاص،وندعوكم/ن للوقوف إلى جانب المرأة في سوريا، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي،والضغط لكي تخرج المنظمات والمؤسسات الدولية عن صمتها المخزي حيال ما يجري في شمال شرق سوريا، ولكي تلعب دورها الفاعل والمأمول من أجل إنشاء محاكم دولية لعناصر تنظيم داعش المتواجدين في شمال شرق سوريا.
كما نتوجه أيضا، وباسم “مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الامن والسلام” إلى مؤسسات: الامم المتحدة ومجلس الامن والتحالف الدولي ومحكمة العدل الدولية من أجل:
– القيام بواجبها الانساني والاخلاقي اتجاه ما يحصل في سوريا،
– تطبيق قرارات مجلس الامن: القرار ١٣٧٣ الصادر عام ٢٠٠١، والقرار ١٩٨٩الصادر عام ٢٠١١، والقرار ٢٢٥٣ الصادر عام ٢٠١٥
– تنفيذ بنود اتفاقية روما من أجل إقامة محاكم لعناصر التنظيم الارهابي القابعة في السجون في سوريا
– إلزام باقي الدول بأن تستلم مواطنيها مع عائلاتهم، وتقوم بمحاكمتهم نتيجة قيامهم بالاعمال الارهابية
– وتقديم الدعم اللازم من أجل إنقاذ الاطفال ضحايا التنظيم، والذين يسمون أشبال الخالفة، من أجل إعادة تأهيلهم وتخليصهم من الفكر المتطرف والارهابي كما ونطالب جميع الجهات المعنية بتدخل جاد من أجل تحقيق جلوس جميع الاطراف السورية على طاولة الحوار، والعمل على تنفيذ القرار ٢٢٥٤ الصادر عام ٢٠١٥، وعدم تعطيل مسار الحل،
لأنه كلما طال عمر الازمة السورية سيبقى خطر الارهاب متواجدا بقوة، ولن يكون حينها ثمة استقرار حقيقي في المنطقة.
فالتطرف العنيف بات يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار في جميع الدول وبين جميع الشعوب ويجب على الجميع التأهب والتصدي له بصورة شاملة واستباقية. وإن جميع الاجراءات والمقاربات
لمنع التطرف ومواجهة التنظيمات الارهابية ستكون أكثر نجاعة إذا تم إشراك جميع الفاعلين في المجتمع، وعلى رأسهم المرأة باعتبارها الطاقة الخفية التي بالتأكيد لها دور كبير وفعال إذا ما أحسن استخدامها وتأهيلها للقيام بهذا الدور.
“مبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء، من أجل الامن والسلام”