بيان إلى الرأي العام

شهدت مدينة السويداء وريفها وماتزال أحداثا دامية راح ضحيتها المئات من المدنيين ولاسيما النساء في حرب طائفية مقيتة تهدد بتمزيق النسيج الوطني السوري وسوف يقود البلاد إلى الهاوية.

منذ سقوط نظام الأسد الاستبدادي في سوريا في ٨/١٢/٢٠٢٤ يتطلع الشعب السوري بكافة مكوناته واطيافه إلى عهد جديد ينتفي فيه الظلم وتشرق فيه شمس العدالة والحرية التي لطالما ناضل من أجلها. ولكن وبعد تسلم السلطة الحالية لمقاليد الحكم والممارسات التي بدأت تظهر شيئا فشيئا أصيب الشعب السوري بخيبة أمل وبدأت هذه الممارسات تتوضح من خلال ما يسمى بمؤتمر النصر ومؤتمر  الحوار الوطني و الاعلان الدستوري وتشكيل الحكومة حيث بدا واضحاً أن هذه السلطة تعمل على الاستفراد بالحكم واقصاء مكونات الشعب السوري ولاسيما النساء في تكريس للهيمنة والاستبداد وبينما انتظر الشعب السوري أن يتم تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا تعرضت الطائفة العلوية لمجازر وانتهاكات جسيمة تحت حجة مطاردة فلول النظام حيث تم قتل المدنيين على الهوية وخطف عشرات النساء وسبيهن وسلب ونهب الممتلكات رغم تعهد السلطة الحاكمة بمحاسبة الجناة وتوالت الممارسات الطائفية المقيتة في ضاحية جرمانا وصحنايا في دمشق وتم تهديد المسيحيين في المدن السورية بالموت مما خلق حالة من الرعب والفوضى وعدم الامان .

وفي خضم كل هذه الفوضى تفجرت الأحداث في السويداء بعد افتعال ذريعة واهية لتدخل القوات التابعة للسلطة وفصائل مسلحة متعددة المشارب واعملت في مدينة السويداء وريفها قتلاً وتدميراً وخطف النساء وسبيهن في تكرار للمشهد في الساحل السوري وتم الزج بأبناء العشائر العربية في حرب طائفية مقيتة ماتزال مستمرة حتى الآن وتعيش السويداء واهلها مأساة إنسانية من انعدام أدنى مقومات الحياة من دواء وغذاء وماء وكهرباء بسبب الحصار الخانق المفروض عليها ما دفع بأهلها إلى النزوح أو التهجير ما ينذر بالدخول في مستنقع الحرب أهلية.

إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا إذ نستنكر ما تتعرض له الطائفة الدرزية الكريمة من قتل ونهب وإذلال وإهانة رموزها الوطنية والدينية فإننا نحمل السلطات الحاكمة في دمشق المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية ونطالبها بوضع حد لهذه الممارسات كما نطالبها بالانفتاح على كافة المكونات السورية والابتعاد عن سياسة الاستقواء والاستفراد التي تنتهجها.

ونثمن عاليا دور النساء في السويداء وهن يقاومن دفاعا عن كرامتهن ووجودهن وعائلاتهن من خلال عدم الاستكانة والمزيد من التنظيم والتكاتف.

كما ندعو النساء السوريات في جميع انحاء سوريا إلى التكاتف والوقوف في وجه محاولات تفتيت وتقسيم المجتمع السوري وإلى نبذ ومكافحة خطاب الكراهية الذي بدأ يعلو مما يزيد من تفاقم الوضع ويقف حجرة عثرة أمام بناء سوريا الجديدة

العالم كله يشهد ما تتعرض له هذه المدينة الوادعة التي كانت ساحة للنضال في سبيل إسقاط نظام الاستبداد في دمشق وعليه تقع مسؤولية العمل على وضع حد لهذه المعاناة وتفعيل مسار العدالة الانتقالية ومحاسبة الجناة.

معا من اجل سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية ، سوريا تتسع لجميع ابنائها

المجد والسلام لأرواح الشهداء

الشفاء العاجل للجرحى

مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ٢٢/٧/٢٠٢٥