في الذكرى العاشرة لثورة 19 تموز نهنئ شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا بهذه المناسبة وننحني اجلالاً واحتراماً لأرواح شهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم أعظم ملامح البطولة والفداء ليحققوا لنا حياة كريمة
تعتبر ثورة 19 تموز والتي انطلقت شرارتها الأولى من مدينة المقاومة كوباني عام 2012 م بقيادة المرأة وسرعان ما امتدت إلى مناطق الجزيرة وعفرين وباقي المناطق في شمال وشرق سوريا تحولاً تاريخياً في مسيرة نضال ومقاومة شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا التي وحدت كلمتها ونأت بنفسها عن الصراع الدائر في سوريا نتيجة العنف والعنف المضاد وأخذت ترسم ملامح مستقبل أبنائها بعيداً عن ذاك الصراع بعد سنوات من الظلم والاستبداد والتهميش والانكار لوجودها كشعوب أصيلة من قبل الأنظمة الحاكمة المستبدة على مر العصور
وضعت ثورة 19 تموز الحجر الأساس لبناء نظام ديمقراطي بتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية بمشاركة فعلية من المرأة التي كرست حياتها لبنائها وساهمت بشكل كبير في ترسيخ قيم العدالة الحرية والديمقراطية في الإدارة التي كانت وما تزال حاضنة لكل شعوب ومكونات المنطقة والتي تأسست على أسس قوية من التآخي والتكاتف والسلم الأهلي والعيش المشترك واتجهت نحو التغيير الديمقراطي لتكون نموذجاً فريداً في المنطقة ولسوريا المستقبل الأمر الذي دفع الأنظمة المستبدة لمحاربتها ومحاولة افشالها والقضاء عليها بشتى الوسائل تحت حجج وذرائع واهية فلم تدخر الدولة التركية جهداً لمحاربة تلك التجربة الديمقراطية المتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية على حدودها الجنوبية ووضعتها في مرمى أهدافها تارة عن طريق التنظيمات الإرهابية (داعش,جبهة النصرة ..) وتارة بشكل مباشر بعمليات عسكرية واحتلال مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا (عفرين,سري كانيه/رأس العين,كري سبي/تل أبيض,باب ,جرابلس..)
تتزامن هذه المناسبة في ذكراها العاشرة مع مرحلة تاريخية بالغة الخطورة نحتاج فيها كشعوب ومكونات شمال وشرق سوريا إلى توحيد جبهتنا الداخلية وإلى التكاتف والتآزر ضد التهديدات التركية باجتياح مناطق أخرى واحتلالها وتنفيذ مشروعها العنصري الاستيطاني لتغيير ديمغرافية المنطقة وخلق فتنة بين أبناء الوطن الواحد والتي سوف تنذر بحرب أهلية وصراعات تطول امدها
وتعرقل مساعي الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية المستفحلة من سنوات
إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ندعو كافة السوريين ولاسيما المرأة لوحدة الموقف والعمل اتجاه تهديدات الدولة التركية واطماعها التوسعية ونطالب الدول المنخرطة في الملف السوري وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي ضد داعش وروسيا الاتحادية التدخل ومنع تركيا من تنفيذ تهديداتها باجتياح المنطقة ودعم ومساندة قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت الإرهاب نيابة عن العالم اجمع ولتجنب سوريا المزيد من إراقة الدماء و الهجرة والدمار وردع تركيا ومطالبتها بإنهاء احتلالها للأراضي السورية والعودة إلى حدودها الدولية وتطبيق القرار الأممي 2254.
19 تموز مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا