تتسارع الأحداث السياسية والعسكرية في الساحتين الإقليمية والسورية بشكل خطير مؤخراً، مفرزةً وضعاً كارثياً على امن وسلامة المدنيين وشعوب المنطقة, فبعد اشتعال الحرب الدموية في غزة وبعد الاتفاق على وقف الحرب في لبنان بعد أحداث دامية استمرت عدة أشهر، عادت لتشتعل في سوريا عقب التحركات العسكرية التي قامت بها هيئة تحرير الشام المصنفة على قائمة الارهاب عالمياً وسيطرتها على مدينة حلب وتقدمها باتجاه حماه أثر انسحاب قوات الجيش السوري وبالتزامن مع هذه الأحداث واستغلالاً للفوضى نتيجة للفراغ الأمني ، قامت الفصائل المدعومة من الدولة التركية بشن هجمات على مناطق الشهباء وتل رفعت ومحاصرة اهلها المهجرين قسرا من منطقة عفرين منذ عام 2018 – بعد احتلالها من قبل الدولة التركية والفصائل المسلحة المرتبطة بها – واستقرارهم فيها وفي بعض احياء حلب والريف الشمالي لها، مما ينذر بتكرار المأساة مرة أخرى وتعرض الشعب الكردي لخطر الإبادة
والآن أكثر من مئتي ألف مواطن يواجهون كارثة إنسانية تستهدف وجودهم اما بالفناء أو بالتهجير القسري على يد فصائل ما يسمى بالجيش الوطني السوري التي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية.
إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ندين ونستنكر الحرب المعلنة من قبل التنظيمات الإرهابية على الشعب السوري بكافة مكوناته في عموم الجغرافيا السورية ونحمل الدولة التركية كامل المسؤولية في تدخلها المباشر في الملف السوري منذ بداية الأزمة وحتى الآن كما نحمل الحكومة السورية عدم القيام بمسؤولياتها وتركها المدنيين يواجهون مصيرهم المجهول
كما نستنكر الصمت الدولي المريب إزاء ما يحدث في سوريا ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمعنيين بالملف السوري بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ كافة المدنيين العالقين في هذه الظروف الكارثية في المناطق الكردية المحاصرة في حال اكملت هذه الفصائل المشروع التركي التوسعي في التغيير الديمغرافي وإبادة الشعب الكردي ونطالبه بالضغط على الدولة التركية لإيقاف مشاريعها العدوانية واحترام سيادة الدولة السورية والعودة إلى حدودها الطبيعية
كما نشيد بمساعي وجهود الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا في مساعيها لترسيخ الأمان والاستقرار لكافة شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان آشوريين وارمن وغيرهم خلال أكثر من عشر سنوات، كما ندعو شعبنا للالتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية التي تحمي المنطقة من الإرهاب وندعو شعبنا بكافة مكوناته ولاسيما النساء للتكاتف والتعاضد لإفشال هذه المخططات العدوانية وندعو كافة الأطراف السورية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وايجاد حل سلمي للأزمة السورية ينهي معاناة الشعب السوري.
-لا للقتل والتهجير القسري
-لا للتغيير الديمغرافي
مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا
2024-12-2