في العشرين من شهر كانون الثاني تمر الذكرى السنوية السادسة للعدوان التركي على منطقة عفرين الكردية السورية بمشاركة ميليشيات سورية مرتزقة تحت مسمى”الجيش الوطني السوري” التابع للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة بمباركة من الاتحاد الإسلامي السوري-استنبول وبتلاوة 90 خطيب في جوامع تركيا لسورة الفتح بقرار رسمي من وزارة الأوقاف التركية وباستخدام كافة أنواع الأسلحة براً و جواً لحين احتلال المنطقة بالكامل بعد مقاومة بطولية ابدتها وحدات حماية المرأة والشعب استمرت 58 يوماً
بدأ الهجوم في اللحظة الأولى بقصف 108 هدفاً من قبل 70 طائرة حربية انطلاقاً من الأراضي التركية استهدف العدوان خلال 58 يوماً البنى التحتية والمرافق العامة والمؤسسات الخدمية وشرد سكان المنطقة الأصليين ودمر منازلهم بالإضافة إلى استهداف المدنيين وارتكاب مجازر مروعة بحقهم حيث تجاوز عدد الضحايا 5 آلاف بين قتيل وجريح بينهم أطفال وكبار السن ونساء كما استهدفت المواقع الأثرية والمعالم السياحية والأماكن الدينية لتشهد المنطقة أثناء العدوان حركة نزوح كبيرة منذ اليوم الأول للاحتلال وحتى الآن يتم ارتكاب جرائم وانتهاكات فظيعة بحق أهل عفرين دون استثناء وتعريض المنطقة لعملية تغيير ديمغرافي ممنهجة حيث تم تهجير أكثر من 250 ألف نسمة من السكان الأصليين نتيجة العدوان لتخفيض نسبة الكرد في المنطقة من حوالي 95%إلى أقل من 25% بعد توطين 500 ألف من عوائل المسلحين والمستقدمين من المحافظات الأخرى خلال أقل من عامين بعد الاحتلال وبناء قرى استطانية نموذجية تحت مسميات إنسانية وإغاثية بأموال قطرية وكويتية وفلسطينية وتركية .
اثر اجتياح المنطقة مباشرة قامت المجموعات المسلحة المشاركة بالعدوان بعمليات سلب ونهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ولا زالت مستمرة حتى الأن تسرق وتنهب مواسم الزيتون وتفرض الأتاوات وتقطع الغابات وأشجار الزيتون المعمرة بغية التحطيب وصناعة الفحم للاتجار بها
وتمارس بحق السكان الأصليين المتبقيين صنوف الانتهاكات والجرائم من قتل واختطاف واخفاء قسري واعتقال تعسفي وابتزاز مادي من خلال تلفيق تهم لهم أقلها التعامل مع الإدارة السابقة “الإدارة الذاتية الديمقراطية” بإشراف وتوجيه الاستخبارات التركية على نحو ممنهج
تعرض الكرد الإيزيديين من أبناء المنطقة للتهجير القسري والاضطهاد الديني ومنعوا من ممارسة معتقداتهم وشعائرهم الدينية وطال التخريب المتعمد مزاراتهم ومقابر موتاهم في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة فعاليات دينية إسلامية.
كان احتلال عفرين انطلاقة تركية واضحة وعلنية لاحتلال مناطق من الجغرافية السورية ولاسيما المناطق الكردية عملا بميثاقها الملي ولمنع قيام أي كيان أو مشروع ديمقراطي على حدودها الجنوبية بإرادة شعوب شمال وشرق سوريا مما أظهر زيف الادعاءات وكذبة مخاوف تركيا بحماية أمنها القومي فاستمرت في عدوانها واحتلت المزيد من المناطق (سري كانيه/رأس العين ، كري سبي/تل أبيض)بالإضافة إلى المدن السورية التي احتلتها في عملية درع الفرات
وبالتزامن مع حلول الذكرى السنوية السادسة لاحتلال عفرين شنت القوات التركية هجوماً بالطائرات الحربية والمسيرة واستهدفت البنى التحتية لإقليم شمال وشرق سوريا والأملاك العامة والخاصة ،حيث يصعد الجيش التركي من عدوانه يوم بعد يوم مستغلا الظروف الجيوسياسية في الشرق الأوسط وانشغال العالم بقضية الصراع بين إسرائيل وحماس وسط صمت دولي مريب .
إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا نعيد بهذه المناسبة إدانتنا للعدوان التركي على عفرين واحتلالها ونستنكر الجرائم اليومية التي لم تتوقف من أول يوم الاحتلال وحتى الآن كما نستنكر عملية التغيير الديمغرافي التي هي شكل من أشكال التطهير العرفي
ونطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجميع أحرار العالم المحبين للسلام القيام بواجباتها وإيجاد مخرج سياسي لينهي الفوضى والفلتان الأمني وإراقة الدماء والضغط على حكومة أنقرة لإعادة جيشها إلى حدودها الدولية وانهاء احتلالها لعفرين والباقي المناطق السورية .
المجد والخلود لأرواح شهدائنا الابرار
الخزي والعار للمحتل التركي ومرتزقته
مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا
19-1-2024