في العاشر من شهر كانون الأول تمر الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها والتي ايقظت ضمير الإنسانية بالجرائم التي ارتكبت وحجم الدمار الذي خلفته والإبادة الجماعية التي مورست بحق شعوب مختلفة خلالها ,وكان اعتماد هذا الإعلان بمثابة اعتراف بمسؤولية مرتكبيها الذين تم تقديم العديد منهم إلى محاكم دولية وإقرار بأن حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدالة والمساواة واصبح هذا اليوم منذ تاريخه يوماً عالمياً للدفاع عن الإنسان وحقوقه وصون كرامته وكان هذا الإعلان وثيقة تاريخية تحوي بنوداً ومبادئ أساسية تحمي الإنسان بصرف النظر عن انتمائه العرقي أو الديني أو لونه أو جنسه .
اليوم وبعد مرور خمس وسبعين سنة على تلك الوثيقة التي ضمنت حقوق الانسان لم يهنأ فيها الإنسان يوماً بممارسة حقوقه التي نصت عليها الإعلان العالمي ولم تجد البشرية راحة واستقرار في ظل سيطرة المال والمصالح وفقدان المنظومة الأخلاقية والقيم الإنسانية
خمس وسبعون سنة مضت تراكم خلالها الغبار على بنود تلك الوثيقة التاريخية التي كانت تعتبر من النقاط المضيئة في تاريخ البشرية ضد الظلم والعبودية وتم تجاهل تلك الوثيقة وزادت حدة الظلم والجرائم المتنوعة في العديد من الأماكن والبلدان ولاسيما في الشرق الأوسط وأخذت المرأة وكذلك الأطفال نصيبهم الأكبر من هذه الجرائم والانتهاكات التي تجاوزت الأفراد وتعدت إلى مجموعات عرقية ودينية وحتى الشعوب تعرضت إلى حروب إبادة واستخدمت بحقها أسلحة محرمة دولياً وحرمت العديد منها من ابسط حقوقها القومية المشروعة مثل الشعب الكردي الذي تعرض خلال تاريخه إلى اضطهاد قومي واجتماعي وثقافي على أيدي الأنظمة الغاصبة لكردستان ومورس ضده حروب إبادة جماعية و زج بالآلاف من شبابه وبناته في السجون والمعتقلات وما تقوم به الدولة التركية المحتلة لعديد من المناطق السورية اليوم من انتهاكات وجرائم بحق البشر والحجر والجغرافيا خير دليل على فشل الأمم المتحدة من صون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولبنوده فكل ما يحدث في عفرين والمدن السورية المحتلة من قبل تركيا ويرتكبه النظام السوري الذي يتحمل ما آل إليه الوضع المأساوي في سوريا وسط صمت دولي يثبت ذلك
إن مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا وبهذه المناسبة يجدد إدانته لأي انتهاك لحقوق الإنسان ومن أي جهة كانت ويدعو إلى إيقافها ومحاسبة مرتكبيها واحترام حقوق الإنسان والالتزام ببنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
وندعو الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وكل محبي الحرية والسلام لبذل الجهود لإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام السوري والتركي والإيراني وإطلاق سراح كل معتقلي الرأي في سجون الأنظمة الاستبدادية في العالم
كما ندعو الأمم المتحدة لنفض الغبار عن بنود الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان لصون كرامة الإنسان وليكن اساساً لبناء مجتمع العدل والمساواة.
مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا
10-12-2023