مع حلول 8 آذار.. تحالف ندى يشدد على ضرورة توحيد الجهود النسائية في الشرق الأوسط

بارك التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حلول اليوم العالمي للمرأة، لكل نساء العالم، وشدد على ضرورة توحيد الجهود النسائية بنحو شامل ومتكامل وعابرٍ لكل الحدود الاصطناعية في مواجهة التداعيات الكارثية والظواهر السلبية للمنظومة الأبوية. أصدر تحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) بياناً بمناسبة 8 آذار، اليوم العالمي للمرأة، وصلتنا نسخة عنه. استذكر تحالف ندى كل النساء اللواتي فقدن حياتهن في سبيل حرية المرأة والحياة الكريمة، وقال: “إننا مُشبَعاتٌ بالأمل والطموح والإصرار على تتويج كل النضالات النسائية والنسوية التي شهدتها وما تزال تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصورة خاصة، وفي كل أنحاء العالم بصورة عامة، بإنجازات نسائية جديدة تدك أركان المنظومة الأبوية البطرياركية”. وأكد التحالف تشبثه بالنضال بعزيمة لا تلين، على الرغم من ازدياد ملحوظ للانتهاكات الجسيمة بحق النساء في مختلف البلدان، لاسيما في البلدان التي تتعرض لظاهرة الاحتلال والحروب الجنونية التي دارت رحاها في الكثير من البلدان، بالإضافة إلى تداعيات الفوضى العمياء التي يسعى النظام الرأسمالي العالمي إلى نشرها وتعميمها، بهدف النفاذ من الأزمة البنيوية التي يعاني منها من جهة، ولخلط الأوراق وإعادة ترتيبها وفق مصالحه وإطالة عمره في المنطقة من جهة ثانية. ولفت البيان إلى الظواهر المنتشرة في الشرق الأوسط، بالقول: “على الرغم من تفشي ظاهرة العنف الأسري، وتعليق حق الأم في منح جنسيتها لأولادها في لبنان، إلا إن عمل المنظمات النسوية لم يتوقف في هذا الشأن، ورغم تفشي حالات الإتجار بالنساء وجرائم الشرف في العراق، إلا أن جهود مناصرة قضايا النساء ظلت قائمة في الأجندة، وعلى الرغم من تداعيات الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة والقدس وحي الشيخ جراح، إلا أن المرأة الفلسطينية ظلت موجودة وحاضرة في المشهد السياسي والاجتماعي”. وتابع: “وعلى الرغم من تصاعد الموجة الفاشية السلطوية في تركيا، لا سيما تجاه النساء الكرديات وما يتعرضن له من اعتقال قسري وإبادة سياسية ممنهجة، إلا إن الحملات المتوالية التي أطلقتها الجمعيات والشبكات النسائية لم تتناقص خلال العام الفائت، وعلى الرغم من تداعيات الاحتلال التركي للعديد من المدن والمناطق في سوريا من تهجير وتغيير ديموغرافي، إلى جانب مختلف أنواع الحرب والقصف المدفعي والجوي واستهداف النساء الرياديات في شمال شرق سوريا بصورة خاصة، إلا إن هِمَّة النساء هناك ما تزال صلبة في نسج حياتهن بجميع مفاصلها وتفاصيلها، وعلى الرغم من تفشي التشرد الداخلي الجماعي وانتشار الجوع والفقر المدقع في اليمن، إلا إن الجهود بقيت دؤوبة من حيث تمكين المشاركة الهادفة والشاملة للمرأة في عمليات السلام وإعادة الإعمار، وعلى الرغم من الحصار القاتل على المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من طرف الاحتلال المغربي، يطال التعنيف والتعذيب والتنكيل بالنساء في الصحراء الغربية، إلا أن مقاومتهن ما تزال مستمرة دون انقطاع”. وأضاف بيان تحالف ندى، “وعلى الرغم من الحروب التي تطال النساء ولاسيما الناشطات في ليبيا، إلا أن صوتهن ما يزال جهوراً مدَوّياً، وعلى الرغم من إضفاء الشرعية الضمنية على حركة طالبان وعلى أفعالها الشنيعة في أفغانستان، إلا أن مقاومة نساء أفغانستان تصاعدت أكثر من ذي قبل، وعلى الرغم من حملات الاعتقال بل والإعدام بحق الناشطات السياسيات والحقوقيات في إيران، إلا أن صدى المعتقلة السياسية زينب جلاليان يعلو على صوت الاستبداد هناك…والقائمة تطول”. وبناءً على ذلك، رأى تحالف ندى أن ما تتعرض له المناطقة من تفشي شتى التداعيات الكارثية والظواهر السلبية للمنظومة الأبوية بمؤسساتها وأدواتها، يؤكد مرةً أخرى على ضرورة توحيد الجهود النسائية بنحوٍ شامل ومتكامل وعابرٍ لكل الحدود الاصطناعية التي تشتت “صفوفنا وتستنزف طاقاتنا”. وانطلاقاً من ذلك، أكد التزامه في نضالاته وفعالياته وأنشطته، تحت الشعار الذي تم إطلاقه لهذا العام “بالوحدة النسائية سنحقق المساواة الفعلية والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية”. يشار إلى أن تحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) تم الإعلان عنه في المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي انعقد في 30-31 تموز/ يوليو 2021.