في حديث للسيدة حياة السالم عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا في منبج حول الانتشار الكبير لظاهرة تعدد الزوجات في مجتمعاتنا
قبل الحديث عن مفهوم تعدد الزوجات و انتشارها سوف نعود إلى تاريخ المرأة منذ آلاف السنين والمفهوم الخاطئ حول تعدد الزوجات وحول المرأة وكيف كانت المرأة تعيش وكيف تغيرت نظرة المجتمع المرأة في فترة تاريخية ما كانت المرأة تعيش حياة طبيعية تسودها المحبة والعدالة والمساواة والاحترام والتعاون
وكانت المرأة في تلك الفترة مقدسة ويعتبرونها آلهة الخصب والعطاء والخير كونها كانت تنجب الأطفال وكانت تدير أمور المجتمع وتقوم بحمايته
فكانت تقوم بمراقبة الطبيعة وتأملها ومن خلال مراقبتها للطبيعة واستخدام ذكائها التحليلي قامت باكتشافات عدة منها الزراعة والنار والطب والأدوية فكانت المرأة في هذه المرحلة التاريخية التي استمرت لسنوات طويلة حسب العلماء والباحثين مقدسة إلى أن تم ظهور الدولة والطبقات في العهد السومري فبدأت الصراعات بين الرجل والمرأة هو صراع فكري لكي يكون الرجل هو الحاكم والمسيطر واستمر الصراع الفكري بين الرجل والمرأة لزمن طويل حتى تم استعباد المرأة وجعلها خادمة وعبدة وجارية ونحن نرى أن المجتمعات تتطور وتتقدم يوما بعد يوم بينما مصير المرأة المربية للأجيال والحياة متوقفا على حاله .
طبعا خلال السنوات التاريخية قاومت المرأة كل النظريات والأفكار الخاطئة عنها منذ تشكل الرأسمالية والتي هي بدورها تحارب المرأة وتستخدمها كسلعة بيدها
فبينما كانت المرأة مقدسة تحولت إلى جارية وعبدة ومخلوق ضعيف ولا تتمتع بأي حقوق سوى الأنجاب وتربية الأطفال وأنها يجب أن تكون تحت حكم وقوانين الرجل والمجتمع الذي لا يريد إظهار قوة المرأة
ان الذهنية التي نحن نعيش بها في مجتمعنا ذهنية ذكورية أو النظام الأبوي الذي أسس قواعد وقوانين للمرأة لكي يسيطروا عليها ويستعبدونها بكافة الطرق والوسائل فالقضايا التي تعاني منها المرأة جعلت المرأة تعيش في حالة من الاكتئاب وفقدان للذات وعدم معرفة المرأة بجوهرها الطبيعي وغياب الوعي لديها أثر على حياتها فدائما الذهنية الذكورية تستخدم كل شيئ حسب مصالحها الشخصية ولذاته دون مراعاة لمشاعر المرأة وكيانها
ف ان معاناة المرأة كثيرة منها أيضا تعدد الزوجات
مفهوم تعدد الزوجات : هو ممارسة تقوم على تزوج الرجل بأكثر من امرأة وهي ظاهرة قديمة وهي موروثة من الأجداد والآباء وهي ظاهرة سلبية إلا أن تعدد الزوجات يعود لأسباب الزواج بخلق الرجل لنفسه وللمجتمع عذرا
الأسباب كثيرة لكن السبب الشائع هو تطبيق الشرع مع عدم التقييد بالقوانين والأخذ بالتشريع الإسلامي بشكل خاطئ وحسب مصالحهم
العادات والتقاليد المتواجدة والمتوارثة في المجتمع
زيادة نسبة زواج القاصرات
نتائجها :
1-خلق العداوة بين الأولاد والأب
2-تردي الأوضاع الاقتصادية
3-زيادة حالات الطلاق ويؤدي إلى تفكيك الأسرة وتشريد الأطفال ما بين الأب والأم
اما بالنسبة للدين الإسلامي في تعدد الزوجات نحن نعلم أن الدين الإسلامي هو من أول الأديان التي كرم المرأة وصانها ضمن حقوقها فالمرأة في الإسلام مكرمة واعطاها حقوقها وأنصف المرأة
فتعدد الزوجات في الدين الإسلامي قد أحل ولكن ضمن شروط وضوابط ومن لايملك أو يطبق هذه الشروط فلا يحق له الزواج
ومن هذه الشروط وأهمها العدل ولكن في مجتمعنا لا يوجد عدل فالرجل يتزوج الثانية ويطلق الأولى ولا يعطيها أي حق من حقوقها
وأصبح تعدد الزوجات في مجتمعاتنا عادة ومن دون وجود أي أسباب مقنعة وهذا يؤثر على بناء مجتمع سليم واعي .